الخميس، 15 أبريل 2010

فلسفةٌ في الحُبِّ

دِّدْ جنَانَكَ عَنْ هَواكَ جحِيمَا

فَسَعِيرُهَا قَدْ لا يَكُونُ أَلِيمَـا!

فلَرُبَّما فِـرْدَوْسُ حُبِّكَ جَنَّـةٌ

لكِنَّ جَوْفًـا لاَ يُبِينُ رُسُومَـا

ولرُبَّمـا نَهْـرُ المحَبَّةِ كَوْثَـرٌ!

لَكِنَّـهُ يَسْقِي النُّفُوسَ حمِيمَـا

ولَرُبَّما فَجْرُ الوِصَالِ نَسائِـمٌ!

لَكِنَّها تَـذْرُو الوُجُوهَ سمُومَـا

ولَرُبَّما فَـيءُ الجِوَارِ يُظِلُّنِـي!

فَيُظِلُّ بالحَرِّ الأَحَـمِّ جُسُومَـا

مَا الحُبُّ إِلاَّ قَعْـرُ نَارٍ بالدُّنَـا

سَئِمَتْ لهَا نَارُ السَّمَاءِ كُلُومَـا!

أنَظَرْتَ نَارًا لا تُآكِلُ نَفْسَهَـا؟!

فنظَرْتَ مَنْ يَهْوَى فكَانَ هشِيمَا؟

لَوْلا الهـوَى مَا كُنْتَ إِلاَّ جَنَّـةً

تَهَبَ المُقِيمـي للُّحُوظِ نَعِيمَـا

هَذا أَبُونَا قَـدْ هوَى تُفَّاحَـةً!!

فَأُذِيقَ مِنْ حُبِّ الكمَالِ ثُلُومَـا

الحُبُّ يُحْيِي فِي النُّفُوسِ فنَاءَها!!

ويمِيتُ بعْضًا فِي النُّفُوسِ مُقِيمَـا

الحُبُّ يَسْمُو بالنُّفُـوسِ لِسَافِـلٍ

وَيُرِي بِعَيْنٍ ذَا الوُجُـودَ دمِيمَـا

الحَبُّ شَمْسًا قَـدْ تُضِيءُ لِنَاظِـرٍ

وإذا أدَامَ بـهِ اسْتحَـالَ عَقِيمَـا

فبهِ أرَى جسَدَ البقَـاءِ مُهَلْهَـلاً

وبهِ أرَى ذِكْـرَ الفنَـاءِ قَدِيمَـا!

أَفنَيْتَ لِي ذِكْرًا فَعُدْتُ مُجنَـدْلاً

أَرْنُو البقَاءَ وقَدْ رَنَوْتُ عَظِيمَـا!

أَنْتَ الَّذِي أَشْرَقْتَ فِي لَيْلٍ لنَـا

فمَحْوتَ بَدْرًا قَدْ أضَاءَ نجُومَـا

وبزَغْتَ مِنْ بَعْدِ اللِّقَاءِ كَمُقْمِرٍ.!

يُفْنِي ليَالِـيَ للشُّهُـورِ صَرِيمَـا

يَا وَيْحَ قَلْبي أَيُّ أَمْرٍ أَمْرَكُـمْ؟؟!

أَضْحَى لِلُبِّ العَاشِقينَ غَرِيمَـا.!!

أَعْيَى فُؤادِيَ عِشْقُ غَانِيَـةٍ، يرَى

بصَرِي مَلائِكَةً بِهَـا ورَجِيمَـا!

شَفَقٌ بِعَيْـني كالجحِيـمِ يُظِلُّـهُ

ويَقِلُّـهُ بَصَـرٌ يـرَاهُ حمِيمَـا.!

بَدِّدْ جنَانَكَ عَـنْ هوَاكَ فَرُبَّمـا

نَارُ السِّعيرِ بنَا تَكُـونُ رَؤُومَـا!!

إِنْ كانَ بُعْدٌ لِلْقُلُـوبِ مُبِيدهَـا

مَا بَالُ قُرْبٍ لا يَكُونُ رَحِيمَـا؟!